القضاء الشرعي ينظم يوما دراسيا بعنوان (الأسرة بين مقاصد الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية)

التاريخ: 2023-09-17

...

نظم المجلس الأعلى للقضاء الشرعي بالشراكة مع لجنة الإفتاء في الجامعة الإسلامية ونقابة المحامين الشرعيين يوما دراسيا بعنوان (الأسرة بين مقاصد الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية)؛ بحضور سماحة الشيخ الدكتور حسن علي الجوجو رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي ورئيس المحكمة العليا الشرعية، والدكتور عاطف أبو هربيد رئيس لجنة الإفتاء في الجامعة الإسلامية، والدكتور صادق قنديل عميد كلية الشريعة والقانون، والأستاذ أيمن أبو عيشة نقيب المحامين الشرعيين.



وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات بالجامعة الإسلامية بمشاركة لفيف من أصحاب الفضيلة قضاة المحاكم الشرعية بمختلف درجاتهم، وأساتذة ومحاضرين من الجامعة الإسلامية، وأعضاء من نقابة المحامين الشرعيين، وعدد من طلبة الشريعة والقانون.



وقال سماحة الشيخ الدكتور حسن علي الجوجو في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن القضاء الشرعي معنيٌ بالإنسان قبل ولادته وأثناء حياته وبعد مماته، فهو عيادات اجتماعية ومؤسسات تربوية إضافة إلى كون جهة قضائية.



وأضاف سماحته، إن القضاء الشرعي كان ولا زال وسيبقى يسير مع الإسلام حيث سار ويدور مع القرآن حيث دار، ومتسلحا بالعقل والفكر والاجتهاد؛ مرحبا بكل شراكة علمية تشكل رافعة للشريعة والقانون.



وبين سماحته، أن الشريعة الإسلامية تنظر لحقوق المرأة بمبدأ الحاكمية لله ومصداقا لقوله تعالى في سورة الأنعام "إنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ يَقُصُّ الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ"، وأن الشريعة الإسلامية تعطي المرأة حقوقا وتكلفها بواجبات ليتكامل دورها مع الرجل مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة: "وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ".



وأكد سماحته، أن الحقوق والواجبات المكفولة بالشريعة الإسلامية تدور في حفظ مصالح الفرد والمجتمع بما يحقق السلم الأهلي الأمن المجتمعي، وهذه هي رسالة القضاء الشرعي.



واستدرك سماحته قائلًا: في حين إن المواثيق الدولية تعتمد مبدأ العلمانية التي ترفض الدين وتسعى لإلغاء أثره نهائي في المجتمعات الإنسانية، وتركز على الحقوق فقط دون ذكر الواجبات حيث تنظر للمرأة كفرد قائم بذاته في حالة تسارع وتنافس دائمين مع الرجل الأمر الذي سيؤثر سلبا على الأسرة والمجتمع في جميع مناحي الحياة الإنسانية.



بدوره، أكّد الدكتور عاطف أبو هربيد على أن الاسلام عظم الأسرة والتي تتأسس على علاقات الرّحم؛ فالرحم هو المحدد البيولوجي لتأسس الأسرة فطرياً، كما أن الرحمة هي المحدد القيمي لاستمرار الأسرة أخلاقيا وإنسانيا.



من جانبه، ذكر الدكتور صادق قنديل أن تنظيم العلاقة بين الذكر والأنثى، وحفظ النسل الإنساني لاستمرار الحياة وعمارة الأرض، وحفظ الأنساب، والإحصان والعفاف، والاستقرار النفسي والتكامل الزوجي من أهم مقاصد الاسلام.



واستعرض المجلس الأعلى للقضاء الشرعي ورقتي عمل على مدار جلستي اليوم الدراسي، حيث تحدث فضيلة الشيخ أحمد حسين البحيصي عضو المحكمة العليا الشرعية عن الضمانات الشرعية لحماية الأسرة في الإسلام، بينما تحدث فضيلة الشيخ إبراهيم خليل النجار عضو المحكمة العليا الشرعية عن واقع الأسرة في الغرب، ومن ثم فتح باب النقاش والعمل بتوصيات لليوم الدراسي.



وجرت وقائع اختتام هذا اليوم، بالتأكيد على جملة من التوصيات التي أوصى بها المشاركون، بضرورة أن واقع الأسرة اليوم يشهد تحديات جديدة، ورهانات لا سابق لنا بها، وهذا يستلزم أن نعي اختلاف الأسئلة، وتغير السياقات، والجمع بين كل المنظورات التي تعالج الظاهرة، والحرص على تقصيد الأسس القرآنية الكلية وإبصار روح العصر بفهم شامل.