: المجلس الأعلى للقضاء الشرعي ينظم حوارًا مفتوحًا مع المفكر البريطاني أولفر ماك تيرنن بعنوان " المسلمون في الغرب، تحديات وحلول "

التاريخ: 2022-05-19

...

برعاية سماحة رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، رئيس المحكمة العليا الشرعية الدكتور/ حسن علي الجوجو، نظم المجلس الأعلى للقضاء الشرعي يوم الثلاثاء 17/05/2022م، حوارا مفتوحا مع المفكر البريطاني أولفر ماك تيرنن، بالشراكة مع مؤسسة دار الحكمة، وبحضور عدد كبير من قضاة المحاكم الشرعية على مختلف درجاتها.



        تحدث سماحة الدكتور حسن الجوجو عن الإسلام الذي يعتني بالإنسان مهما كانت ديانته وعقيدته، وأن الإسلام يعتبر الناس كلهم متساوون عند الله تعالى، فلا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، فالإسلام يستوعب الزمان والمكان، وهذا كله محدد ضمن المقاصد العامة للشريعة الإسلامية، وما يندرج تحتها من جزئيات مقاصدية في العبادات والمعاملات ونظام الحكم، وهذه المقاصد التي من أجلها أنزل الله تعالى القرآن الكريم، وهذه المقاصد تتمثل في حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال، هذه المقاصد العامة، وهذه المقاصد ليست خاصة بالمسلمين فقط، وإنما هي عامة لجميع البشر، فهي تنظم دينهم وأنفسهم وأموالهم ونسلهم إلى آخر هذه الأمور.



        وأكد سماحته أن النظرية السياسية في الإسلام رتبت العلاقات الدولية على احترام المبادئ، والقيم، وأننا كمسلمين ليس لدينا مشكلة مع أصحاب الديانات الأخرى، والعلاقة بيننا وبينهم على اعتبار الاحترام المتبادل، والتفاهم، حتى تبقى الإنسانية قائمة بيننا، فالدين الإسلامي قائم على السلام بين الناس جميعا، فهذا هو نظام الحكم باختصار، وأن مشكلتنا الوحيدة هي مع هذا المحتل الغاشم الذي يحتل أرضنا، ويعتدي على مقدساتنا، الذي يهجر أهلنا ويقتل شبابنا، وأكبر دليل همجية هذا المحتل، ما قامت به قواته الغاشمة باغتيال شهيدة الكلمة شرين أبو عاقلة.



        وفي الختام تحدث سماحته بأن قضاة الشرع الحنيف يشكلون مرجعية دينية وسطية، تفهم اسلامها كما يريد الله سبحانه وتعالى، لأنهم يريدون الخير للجميع الناس، والقضاة لهم دور فعال على صعيد المجتمع الفلسطيني، فنحن كقضاء شرعي نهتم بكرامة الانسان، قبل ولادته وبعد ولادته، وحتى بعد الموت، لنحافظ على كرامته.



        ومن جانبه تحدث المفكر أولفر عن اعتزازه بهذا اللقاء الذي يجمع مجموعة متميزة من علماء الدين في قطاع غزة، وشكر الشيخ الدكتور حسن الجوجو على ما تحدث به عن الإسلام من حيث مقاصده ومبادئه العظيم



        وأشار المفكر بأن الدول الأوروبية أصبحت أكثر إنسانية واستقرارا بوجود المجتمع المسلم فيها، فعلى سبيل المثال يوجد أكثر من أربعة مليون مسلم في بريطانيا، وأن تعدد المجتمعات فيها خاصة المسلم أسهم في بشكل جيد في استقرار الدولة على مستوى القيم والمبادئ، فالمجتمع المسلم في بريطانيا كان في خط الدفاع الأول في مواجهة فايروس كورونا، بل إن الكثير منهم قد ضحوا بأرواحهم في الدفاع عن المجتمع البريطاني ومن أجل سلامة بريطانيا.



        وأضاف المفكر الخوف من الإسلام جاء نتيجة عدة عوامل منها:




  • جهل الناس بحقيقة الإسلام ومبادئه، وأنهم لم تعاملوا مع المسلمين الوسطين في حياتهم، بالإضافة إلى الأحكام المسبقة عن الإسلام، وما نتج عنها من تزييف للحقائق المتعلقة بالإسلام والرسومات المسيئة له وغيرها من الممارسات التي أثرت على وعي المجتمع الأوروبي.



وفي ذات السياق أشاد الدكتور محمود الزهار أبو خالد بمناقب المفكر البريطاني أولفر وأن له من اسمه نصيب فهو رجل للسلام ورجل يكره المسيحية الصهيونية، ورجل دين غير متشدد، وأثنا على المفكر صاحب الرؤية الواحدة التي تسعى لتكامل الحضارات والتوافق بينها، ونبذ فكرة أن الحضارات يجب أن تتصادم وتتعارض.



    وفي الختام شكر سماحة الشيخ حسن الجوجو المفكر البريطاني على هذا اللقاء التي يوضح القيم الإنسانية للإسلام داعيا له بزيارة المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في القريب ليتعرف على علماء الدين عن قرب ويلامس الأخلاق والمبادئ في أسلوب حياتهم.